لتقدیم مسار اکتشافات معرفة الرب التي نتبعها،
يجب ان نقول في الواقع أننا نحاول معرفة و کشف مدى تواصلنا من الذخائر الماورائية
؟ في الأساس جاءت الأديان و المذاهب و قدمت إلاهاً
بألقاب و عناوين مختلفة، لكن الإله الذي اطرح من قبل الأديان، سواءاً في الآيات التي
تم التعبير عنه او في نطاق عملهم او في تعاملهم مع البشرية، كان صغيرا و حقيرا
جداً ! لأنه كان من المتوقع ان يكون حاكم الكون الذي يدير العالم بإرادته، يتجاوز عمله
بکثیر عن إصدار احكام الفرعية مثل المستحبات و المكروهات؛ و هذه القضايا أصغر بكثير
حتى من حدود و اختيارات الملوك، لأنه حتى ملك اي بلد لا يتدخل في قضايا الفرعية و الجزئیة
ابداً .
لكن نرى ان الأديان بادرت بإصدار احكام
بإسم الرب ثم استفادوا لأنفسهم! يعني تمكنوا من ترويض الناس و اکتساب نقاط
ضعفهم؛ قالوا: إجلس، هذا ما قال الرب، فجلسوا! قالوا:
قم، هذا قول الرب، فقاموا...! في الواقع فإن الأديان دائما تستفید من
اسم الرب فقط.
في تحقيق حول موضوع "المعارض بین
المنقولات والمعقولات" في الأديان قد تبين لنا ان حدود اجراءات الرب الذی قدمته
الأديان، ترتبط بالكرة الارضية، مع ان الارض نفسها في القياس مع الكون کأنها لا
شیء ، وایضاً سكانها اصغر بكثير منها . في الواقع کل ما کان یتلقی الانبیاء ، لم یكن
حقائق معرفة الرب، بل كانت الهامات و ذهنيات . کل ما
قدموه بإسم الرب للبشر في شكل الاديان، بسبب نوع الأوامر التي أصدرها هذا الرب واجراءاته،
فيرتبط بحاكم و ملك دون الرب تبارك و تعالى .
يدرك الإنسان علة كل شيء من معلوله و من
کل فرع، يتوجه الي الأصل و المبدأ . علي سبيل المثال، في الأديان تم ذكر اربعة
من الملائکة المقربين من الرب، يشتمل علي جبرائیل و میکائیل و اسرافیل و عزرائیل، حیث
یقال ان جبرائیل هو مأمور ابلاغ الوحی، و السئوال
هو ان الملک جبرائیل من أين يأخذ الفرامين ؟ تقول الأديان: من الله ؟ من اىّ إله ؟
مِن هذا الإله الذی كان نطاق ربوبيته، هذه الطقوس الدينية ؟!
وعندما یُسئلُ منهم، مَن هو هذا الإله ؟ اعظم
ما جلبه الإسلام للإجابة علی هذا السئوال، اوتي بسورة التوحيد و حاول فی تقديم الرب:(
قل هو الله احد * الله الصمد * لم يلد و لم يولد * و لم يكن له كفوا احد ) كل هذه العبارات
في القياس مع معرفة الرب الحقيقية، لیس فقط لا شیء ، بل كأنها تسخر وتستهزء من الرب،
ویقولون ان هذه هویة الرب، یعنی يتفاخرون بهذه السورة بأنهم مثلا قاموا بتقديم الرب
بأحسن شكل !
بينما مهنتنا هی الاستكشاف في التوحيد و
البحث و التحقيق و نبادر بإزالة الحجب المتبقية بيننا و بين الرب الحقيقي، حصلنا على
وثائق تبین ان المقام الذی اعلی من ملک الوحی ( جبرئیل ) فی الاديان، هو ليس الرب تبارك
و تعالى، بل هو "روح القدس" علاوة على ذلك، وفقا لنصوص القرآن، یمکن إثبات هذا الموضوع ان الوحي ليس شيئا مهما،
لأنه كما ذُکر في القرآن : اوحي الله الي النحل و الي اُم موسى و الي جانبهم ایضاً
اوحي الي الانبياء ؛ إذن، ليس الوحي شيئا جديداً و استثنائیاً .
في كثير من الموارد شاهدنا ان النبي كان
يقول: " فألهمني"، بينما ذُکرَ في القران: " فألهمها فجورها وتقواها
" يعني الملهم هو الله و نحن الهمنا بأن الناس يكونوا محسنين أو مُسيئین، ولکن
نری في تضاده ایضاً ان الملهم ليس الرب بل هو روح القدس! لذلك صعدنا خطوة و رأينا ان
إله الارض هو روح القدس . فلذالك حتى لو قبلنا
ان روح القدس متصل بذات الأقدس الكبريائي، ولكن ما قاله روح القدس للأنبياء و الرسل
و ما سَجّلتهُ الأديان كان من قبل نفسه یعنی یشتمل علی حد و حجم وجوده و حدوده الخاصة به و هکذا شکّلَت حدود الفکریة للأدیان فی حول مسائل الفقهية و الاعمال الشرعية فقط !
على الرغم من ان روح القدس ربما يكون مسئول
الوحي لأهل الأرض، لكن تلك الإبلاغات كانت فی مستوی الأرضيين و لا تتعلق بمشیئة الرب و إرادته الحقيقیة.
عندما نقول انها ليست ارادة الرب، فهذا
لا يعني انها تتعارض مع ارادة الرب، لأن الرب لا يسمح لأي احد أن يفعل شيئا بدون امره،
بل نقول ان الرب هو الذی أذن للأديان بالقدوم و في هذا الإذن فتنة مخفیة و سبب هذا
الفتنة هو القرآن . المفتن من أحد اسماء الإلهية و الرب هو المفتن الأعظم الذي جعل
الفتنة في الأديان و المذاهب .
نحن نريد العبور من هذه الفتنة ولاکن لا
نستطيع الا بمساعدة الرب ونصرته، توکلنا عليه. لقد
قطعنا بالفعل خمسین فی المئة من الطريق و في معرفة الرب قد سلكنا طريق "لا اله
الا الله" و المنزل الاخير الذي عبرناه هو " الله " الذي يكون من شعار الاسلام .
بالطبع كلمة "الله" ايضا من احد
براهين الأديان نفسها، ولاکن وفقا لأحدى الأيات التي تقول: " و لا يغرّنكم بالله
الغرور" اي لا تغتروا بالله ، النتيجة من هذا الكلام ان کلمة " الله
" ایضاً تكون فی زمرة صُنع البشر . لذالك سمّینا الرب الحقیقی فعلا " ذات
الأقدس الكبريائي " لأننا لم نجد له و لمکانته و جلالته اسم اعلى من هذا .
نحن لا نقول ولا ندعی ابداً بأننا وجدنا
الإله الحقيقي الذي اسمه ذات الأقدس الكبريائي، لكن اختلافي مع الانبياء و الرسل يكون
في هذا، انهم يقولون أننا وصلنا الی معرفة الرب الحقيقیة و توقفوا في تلك المعرفة و
قالوا هذا كل ما يكون ! لكننا نقول بأننا عبرنا من هذه الامور و وجدنا ان هذه الأسماء
و الصفات لم تكن مرتبطة بالإله الحقيقي، بل نحن نطلبه و نبحث عنه لنجده، و في هذه الأثناء،
ایضاً الأنبياء فی نهایة مصیرهم قالوا " وانتظروا " يعني جميعهم في تلك اللحظة
الاخيرة اعترفوا بانهم لم يصلوا الي الذات الأقدس الكبريائي، لأنهم إذا كانوا قد وصلوا،
لم يقولوا بمثل هذا الشعار، اي أذا كانوا قد نجحوا وتوفقوا فی ابلاغ الرسالة و معرفة
الرب، لماذا قالوا " وانتظروا " و لماذا جعلوا امتهم و شعبهم المعاصر
لهم في الحيرة ؟ بينما كان بإستطاعتهم ان يقولوا، تقبلوا
هذا الإله الموجود و لا تنتظروا شيئا آخر، و لكن قالوا " وانتظروا " .
نحن نبحث عن الإله الحقيقي و العمل المهم
الذي قُمنا به حتی الآن هو تطهير فكر البشري من كل ما ورد فیه من الکذب و التقلب
والتصنع .
البروجردي، الكاشف في حقيقة
التوحيد بلا حدود
عام 1398/ 2019، الحبس المنزلي
، طهران
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق