یقولون لي أن العاشر من شهر مرداد هو عید
میلادک لذلک البعض یهنیء و البعض ینظرون والبعض الآخر بالطبع یقبحون ولادتي ! لکن في
رأيي أن ظرف الزمان مستعد للتخريب وعندما تدخل فیه الحسنات، تتغییر وتضیع .على الرغم
ان الإنسان كونه موجوداً نبیلاً و مستعد و ذو ضمیر و صاحب هویة حقيقية و لكن عندما
يأتي في هذا الدهر و یواجه ظروف الزمان، يفقد حقيقته. على سبيل المثال عند تناول الحلويات
الطازجة، الكل يعجب بها و يتم تحسينها و لكن علي العكس إذا تم إستخدام حلويات فاسدة
في الحفلات، لا أحد يجامل فيها و لكن يُعبّر عما يوجد في قلبه.
جميع النفوس التي تعيش علي وجه الأرض لديها
یوم وسنة ميلاد، بالطبع يحتفل البعض و يتم عقد مؤتمرات و ندوات لاجل عظمتهم واقتدارهم
ومكانتهم و يقومون بإجراء ذكرى تذكارية عظيمة للأحياء و الأموات. لكن هذا لا يكون ميزاناً،
فالمعيار هو ان الناس قد تعبوا من العيش في مصير مقدراتهم . عندما غالبية الناس یتمنون
الموت فی مواجهة الضغوط، هذا دليل و سبب واضح بأن الناس لم يأتوا إلى هذا العالم كي
يحتفلوا بقدومهم . قبل أن نأتي إلى هذا العالم، كان العالم عدماً و ما کنا موجودين
و لكن عندما أتينا إلى هنا بدأت الحياة و الوجود.
إذا سُئل ما هو الفرق بين العدم و الحياة،
یجب ان نقول: رضاية النفس!
- من ذالذي يكون راضياً عن قدومه إلى هذا
العالم؟
- من هو راض من إستمرار حياته؟
- من هو راض عن مصير حياته؟
عدم الرضایة الموجودة هي مقياس، بأن الولادة
جديرة للإنسان أم لا ؟ حتي لو كانت جميع ايام حياتنا سعیدة و يوماً واحداً غيرسعید
فيها فقط، فلا ينبغي أن يقال ان هذا الأمر طبيعياً، بل یجب ان نتوجه الی ذلک الیوم
بعناية و تدقيق بارع من افق واسع. ان الإنسان في ذلك اليوم المزعج، سواء أكان يوماً
او اسبوعاً او لبعض شهراً و سنة او لبعض آخر سنوات، إنه يعاني العديد من الصعوبات.
عندما ينظر بعناية إلى تلك الصعوبات مثل الفقر و المرض و التهديد او ای شيء آخر، يرى
ان تلک الآهات والأنين في ذلك اليوم جراء الضغوط الواردة، اكثر فظاعةً و تحطماً من
کل الضحک الذی ضحکه فی غالبیة ايام حياته.
لذلك فإن معيار الحياة البشرية هي تلك الكراهيات
و بقية الأيام لم تكن سوى الغرور، كمثل الفیلم الذی يظهر في السينما، على الرغم من
ان الفيلم بأكمله قد يكون ممتعاً و لطیفاً ولكن اذا حدثت فی لحظة منه جريمة ما، فإنها
تهز قلب الإنسان في نفس الوقت و تسبب بإرتفاع او تنزيل ضغط الدم و آثار سلبية فی الأعصاب؛
كل الفيلم بجانب و هذه اللحظة المريعة بجانب آخر.
لذا سواء كان اي شخص سعيداً بولادتی و سواء
کان غیر مبال و غیر مهتم او حزین، فإن رأيي هو لأن ولادتنا كانت في جحيم الدنیا و بسبب
الصعوبات التي ذكرتها حتى و لو كانت صغيرة، فلا يوجد مكانا للتعبير عن السعادة ابداً.
بالطبع، المصائب التي عانيت منها كانت کثیرة للغایة، لأنني لم اعاني مثل اناس عاديين.
مجموعة من السجون و التعذيب و إضاعة الجهود و خيانة الأقربين والمظالم و إنتهاكات حقوق
البشر، إذا جُمعت کل المصائب التی عانیت منها في مجموعة واحدة سترون ان تشتمل علی99/5%
من حياتي، لذلک لم اکن سعیدا عند مواجهة سنة ميلادي ال61.
بالنسبة لاولئك الذين سعداء بولادتي فأعيد
لهم سعادتهم و أتمنى لهم السعادة في حياتهم و بالنسبة لاولئك الذين لا يهتمون بحياتي،
ایضاً اعيد عدم اهتمامهم لأنفسهم، لأنهم ردّوا الىّ الحیرة الموجودة في حياتهم و لاولئك
الذين حزنوا من حياتي، فليعلموا انهم في وئام معي، فأنا ايضا غيرسعيد .
البروجردي، الكاشف في حقيقة التوحيد بلا
حدود
العاشر من شهر مرداد عام 1398، الحبس المنزلي
، تهران
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق