اليوم العالمي للمذهب هو يذكرنا بأشياء
كثيرة؛ فأن المذهب لطيف اسمه و ذكراه و طقوسه و شرايعه و رهيب ايضا !
و قد جاء المذهب لتأمین الصحة و الملاطفة
و كرامة الروح و اعتلائها و تسکین الاعصاب و لبسط العدالة و المساواة و تثبيت الضمير
و الوجدان و حسن الخلق في المجتمع و ایضاً ليؤمل البشر.
ولكن عندما یأخذ الدين مكانا سيئا فی المجتمع
ای انه یقف فی موقف الاستبداد و الدیکتاتوریة و یصبح خَلفاً للامبراطوریات العنیفة
یجد الکثیر من الآثار المزعجة و المؤلمة.
الان اذا اردنا ان نفحص المذهب کله فی عشرات
الآلاف من السنین من أبانا آدم الی رسولنا الخاتم، مع الأسف لن یکون استنباطنا جید
و ایجابی ای انّ التاریخ الانسانی لم یکتب شیئا جیدا عنه !
اذا لخصنا من الیهود و المسیحیین و الزرادشتیین
و المسلمین فی مختلف الاعصار، الماضیة و الحاضر و سواءاً اتباعهم للوعود التی اعطیت
لهم او انّ هل لدیهم ذکریات جمیلة و فرحة من سيادة الدين و المذهب، شخصيا او عموميا؛
سنري ان الإستياء واسع الانتشار قلبيا؛ و بينما انقسم سكان هذا الارض البالغ عددهم
سبعة ميليارات نسمة الي اتباع الديانات الموجودة و قلیلا بينهم ايضا يوجد شيوعي و عدة
ينتمي الي مكاتب اخري و هذه حقيقة عندما لا یوجد عدالة فی مجتمعنا الدولی فی وقتنا
هذا و ایضا یتبعه وجود الجوع و الفقر و الاضطهاد و الکوارث و عدم الامن و الخوف و الطلاق
و الادمان و القتل و التمییز و الظلم، کل هذا یدلُّ علی ان الموحدین و المؤمنین و المتدینین
و المتشرعین، ادبروا عملیّاً عن دینهم و لو اعترفوا و اقرّوا بالسنتهم و هذا
القرار یرجع ایضا الی اسباب، ای انهم قد تعودوا او لا یستطیعوا ترک الدیانة و حتی اولئک
الذین یبدو ملتزمین و معتقدین بالدیانة قولاً وفعلاً ایضا نشاهدهم فی اکثر الاوقات
یبدلون دیانتهم، علی سبیل المثال یغیّر دینه من اجل الهجرة الي بلاد اخري او تحت تاثير
شخصية دينية اخري يتخلي عن دين آباء و
اجداده .
كل هذا بسبب ان لیس لدینا عنوان جید و مؤثر
من الدین فی صدور البشریة .
جاءت الرسل لترسیم
الضحکة و الابتسامة، كما قال يسوع النبي : " اذا صفعت علی خدّی الایمن لإخلاء
غضب نفسک و راحتک، سأستدير لک وجهی، فاضرب فی خدی الأيسر ایضاً
" و ایضاً نبی الاسلام کان یأمر دائما بالاخلاق الحسنة
و عندما یصنف الانسان هذه الأخلاقيات و یجمعها، یکشف ان الاخلاق هی اکثر اهمیة
من جمیع فروع الدين .
نكرم و نقدر المذهب فی معناه الحقیقی انّ
" الذهب الی الله " و هو الذهاب الی المعبود الذی لا یسمح لنبیه ان یستخدم
العنف و یحظر اتباعه تحت عنوان " لا اکراه فی الدین " من ممارسة ای قانون
و احکام سیئة.
نأمل من الله ان يزدهر الدين في معناه الحقيقي
في القلوب و المدن والحضارات و الافكار و العقول و یحفظه من هذه الکوارث و العار التی
تورط فیه فی جمیع انحاء العالم و البلدان و الامم .
الکاشف فی حقیقة التوحید بلا حدود،
السید البروجردی
ینایر 2018
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق